المذاكرة والامتحانات

وأنا أكون معك
كان مقبلاً على خطوة هامة وصعبة, فجالت ودارت برأسه أفكار كثيرة. لأنه ظن أن المسئولية الموضوعة علية اكبر بكثير من قدارته, وعندما بدأ يفكر بهذه الطريقة بدأت شجاعته تنهار وتتراجع ولكن وسط كل الصراعات النفسية التى مر بها سمع أخبار سارة, كلمات غبر عادية غيرة مجرى تفكيره وطرحت كل خوف وشك لدية بعيدا.

لقد كان يشوع مقبلاً علي مهمة صعبة ومسئولية ضخمة.. مثلي ومثلك عندما نقبل علي خطوة هامة أو مصيرية في حياتنا كالامتحانات, وصعوبة مهمة يشوع تكمن في قيادة الشعب بعد موسي القائد العظيم وامتلاك ارض كنعان, وعبور نهر الأردن الممتلئ بالمياه, ومواجهه المدن الحصينة وعمالقة الأرض.
لذا لم يخلو رأس يشوع من تحدى هذه الأفكار.. كما لا تخلو أفكارنا من تحدى القلق والخوف قبل وأثناء الامتحانات .
ولكن وسط الصراع الداخلي تحدث الرب معه بكلمات غير عادية, فقد قال له .. تشدد وتشجع لأنك أنت تدخل مع هذا الشعب الأرض. وأنت تقسمها لهم, وأنا أكون معك. (تثنية 23,6:31).
وكان إعلان الرب ليشوع واضح, فهو لن يدخل الأرض فقط ولكنه سيقسمها للشعب لأن الرب بنفسه يكون معه.
وكلمات الرب واضحة لك أنت أيضاً : لن تكون محبطاً تصارع وحدك من أجل للنجاح أو السلام أو التركيز, لكن الرب بنفسه يكون معك في كل خطوة تخطوها ليشجعك ويقويك وليمتعك بسلام يفوق كل عقل().
الرب يقول لك أنا أكون معك في هذا التحدي .. إذا اجتزت في المياه فأنا معك وفي الأنهار فلا تغمرك, إذا مشيت في النار فلاتلذع واللهيب لا يحرقك (أشعياء 2:42) .
الرب يقول لك أنا أكون معك ضد الذين يزعجونك .. لاتخف لأنه إت كان الله معنا, فمن علينا (من يقدر أن يقف ضدنا؟ ) (رومية 31:
الرب يقول لك أنا أكون معك فتفلح وتبني (أخبارك الأول 11:22) .. وكلمة تفلح تترجم في الأصل "تكمل العمل بنجاح, تصل لهدفك" , فلن تبدا العمل وتنهك في منتصف الطريق, لن تعاق ولن تتوقف تحت أى ظرف, لكن سيكتمل العمل وستصل لهدفك لان الرب إلهك معك .
فقط آمن بكلمات الرب لك وأشغل ذهنك بها, وصلي بها وستجد أنها تتحقق في حياتك.
وبعد أن تجتاز هذا التحدي الضخم, يمكنك أن تعلن كيشوع الذي قال بعد مرور سنوات طويلة من النجاح المتوالى والاتساع .. لم تسقط كلمة واحدة من جميع الكلام الصالح الذى تكلم به الرب عنكم .الكل صار لكم . لم تسقط منه كلمة واحدة (يش 14:23).
إلهي العظيم..
نعم لا تسقط وعودك أبداً. نعم كلماتك صادقة, أثق أنت تكون معي أثناء الامتحانات, تجتاز معى الصعوبات ونعبر بي الإعاقات وتتحدي بي الظروف. هللويا .

حتي يكون الغد عظيما
ما أنت عليه اليوم يكشف لك يسهولة كيف ستكون حياتك غداً، طريقة تفكيرك وعاداتك الحياتية ومستوي أدائك لعملك الآن ستحدد لك ما ستكون عليه في المستقبل،
فكل إنسان توضع علي عاتقة مسئوليات متنوعة في مختلف مراحل حياته، وطريقة تعامله مع المسئوليات الصغيرة الآن ستوضح إن كان سيعرف التعامل مع المسئوليات الكبيرة فيما بعد أم لا ، بالمثل أيضاً طريقة تعاملك مع مسئولية صغيرة كالمذاكرة والامتحانات ستوضح مدي نجاحك غداً في مسئوليات أكبر كالعمل والزواج .
طبعاً إرادة الله لك هي النجاح 3يو2، لكن مدي نجاحك يتوقف عليك أنت، فعليك أن تقرر إذا ما كنت تريد أن تحيا ناجحاً أم لا، وهذا أيضاً غير كاف فالنجاح لا يتحقق بالأمنيات الجميلة فقط، أنظر لأي نموذج ناجح من شخصيات الكتاب المقدس ستجد إنه لم ينجح لأنه فقط تمني النجاح، أو لأن النجاح هبط عليه فجأة من السماء بل لأنه أعتمد علي الله وفي نفس الوقت أجتهد وأدي الدور الذي عليه بأمانة .
وحتى يكون الغد عظيماً، وحتى تكون ناجحاً في المستقبل (سواء في عملك أو زواجك)، عليك أن تتعلم من الآن كيف تستعد للامتحانات؟ فالطريقة التي تواجه بها هذا التحدي الصغير هي نفسها التي تستطيع أن تواجه بها تحديات الحياة الكبيرة .
[/b][i][justify]

[b][i]
1- أعمل أي عمل باسم الرب يسوع
وكل ما عملتم بقول أو فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع كو 17:3. قبل أن تبدأ في أي عمل، قبل أن تقول أي كلام، قبل أن تذهب لأي مكان، وقبل أن تفعل أي شئ ضع الرب يسوع أمامك وأفعل أي شئ باسمه.

أي معتمدا علي قوة أسمه :
يعتمد كثيرين علي قوتهم الذاتية في الاستعداد للامتحانات، فيذاكرون ساعات طويلة ويتجاهلوا الصلاة بحجة انشغالهم بالمذاكرة، ظانين أنهم بهذا يوفرون المزيد من الوقت لكنهم بالعكس يفقدون استقبال قوة وبركة علي الوقت وعلي تركيز هم وفي معدل أدائهم، ليس معني هذا أن تصلي صلوات طويلة، ففعالية الصلوات لا تقاس بطولها مت 7:6، بل بمقدار إيمانك واتكالك علي الرب، لذا أبدا مذكرتك دائماً بصلاة بسيطة طالباً قوة أسم الرب يسوع وهيمنته علي ذهنك ووقتك، معلناً أنك لا تعتمد علي فهمك أم 5:3، بل علي قوة أسم الرب. وقل بإيمان سأتمم عملي علي أكمل وجه باسم الرب يسوع، سأحصد نتائج عظيمة باسم الرب يسوع .
أي لمجد أسمه :
فإذا كنتم تفعلون شيئاً فافعلوا كل شيء لمجد الله. 1كو 31:10، هل تمجد أسمه أثناء المذاكرة، وأثناء الامتحانات؟ للأسف كثيرين يجلبون العار علي أسمه بدلا من تمجيده، حين لا يذاكرون بأمانة، حين لا يسلكون بلياقة 1تس12:4 ويغشون في الامتحانات، ظانيهن بهذا أنهم سينجحون، ولكن هل ينجح في المستقبل، إنسان بني حياته بالأمس علي الغش والخداع والسرقة؟ أحذر أن تبني نجاحك علي الغش فالرب يكره الغش أم 1:11، ومثل هذا النجاح سيكون نجاح زائف ولن يستمر بمرور الوقت.
وتذكر أن التساهل مع هذه الخطية قادر أن يدمر مستقبلك، لأنك ستحصد نتائج ما زرعته من غش وخداع وسرقة، أما لو زرعت بأمانة سيكافئك الرب ويرد لك أضعاف حسب طهارة يديك مز 20:18.
إن كنت في الماضي بنيت نجاحاً على الغش .. تب في الحال عن هذه الخطية، طالبا من الرب غفران وتطهير بدمه، ومن اجل أسمه، ومهما كانت ضخامة وصعوبة المواد الدراسية، ومهما كانت ضخامة وصعوبة المواد الدراسية، ومهما كان ضغط الظروف أرفض تماماً مبداً الغش، وأبذل كل ما في وسعك من مجهود لتعمل بأمانة، لا.يسرق السارق في ما بعد بل بالحري يتعب، عاملا الصالح بيديه.أف 28:4.
وثق أنه يري حدود قدراتك، ويعرف نوايا قلبك لأنه فاحص القلوب مز 9:7، وسيكافئك حين تنوي العمل بأمانة بأن يضاعف قوتك للعمل .. فالظاهر اليدين يزداد قوة أي 9:17.

2- لاحظ اتجاهك نحو العمل
هناك فرق بين أن تعمل باجتهاد وحماس، وبين أن تعمل بتراخي وتكاسل، قد يكون المجهود المبذول متساوي في الحالتين لكن لن تكون النتائج واحدة أبداً :

Ø لأن المذاكرة برخاوة ستجعلك مثقل الذهن مهموم، وبعكس المذاكرة باجتهاد ستجعلك مسيطر علي الموقف ومحرر من الأعباء .. يد المجتهدين تسود. أما الرخوة فتكون تحت الجزية ( تحت عبودية الخوف من الفشل والقلق) أم 24:12
Ø لأن المذاكرة برخاوة لن تحقق لك ما تتمناه من نجاح .. نفس الكسلان تشتهي ولا شيء لها، ونفس المجتهدين تسمن ( تشبع، ترضى ) أم 4:13.
Ø لأن المذاكرة برخاوة لن تفجر المزيد من الطاقات التي بداخلك بل ستقلل من إمكانياتك وفهمك وقدراتك العامل بيد رخوة يفتقر. أما يد المجتهدين فتغني أم 4:10، مـا دمت ستعمل .. لماذا لا تختر أن تعمل بحماس واجتهاد؟ لماذا لا تضع قلبك علي العمل؟ الكتاب يوصينا كل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب ليس كما الناس كو 23:3، لذا صمم أن تذاكر من القلب .. عالماً أنه في كل تعب (عمل جاد) منفعة أم 23:14. وأن الله سيعطيك أن تفرح بتعبك جا 19:5.

3- قيم طريقة تفكيرك
أحياناً تكون الانهزامية داخل نسيج شخصيات كثيرة، فتسيطر عليهم أفكار سوداوية بأنه مهما بذلوا من مجهود ستكون النتيجة في النهاية كما توقعوا، وماذا يتوقعون ؟ يتوقعون القليل أو الفشل أو عدم جدوى الاستعداد للامتحانات.
والغريب في الأمر: أنه يحدث معهم بالفعل كما توقعوا، فتفكير الإنسان ونظرته للأمور تساهم في تشكيل النتائج. فالذي يتوقع القليل سيحصل علي القليل، والذي يتوقع الفشل سيحصل كما توقع، كما شعر في نفسه (أي كما قدر الأمر داخله – ترجمة RSV ) هكذا هو (أي هكذا سيكون) أم 7:23، فتقديرك الداخلي للأمور سيتحقق في الواقع حسبما فكرت.
طريقة تفكيرك تساهم إما في نجاحك وحمايتك أو في تفسيلك وأذيتك، والمثال واضح في سفر العدد عندما انقسم الجواسيس الذي أرسلهم موسى لتجسس كنعان إلي فريقين، فريق من كالب ويشوع وهؤلاء توقعوا الانتصار، قائلين نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها عد 30:13، وفريق من العشرة جواسيس الباقيين محدود لا يتوقع إلا الفشل والهزيمة، قائلين لا نقدر أن نصعد إلي الشعب لأنهم أشد منا عد 31:13.
هـل تعلـم ماذا حدث بعد ذلك؟ هل تساوي الذين توقعوا الانتصار بهؤلاء المحدودين في توقعهم؟ كلا، يقول الكتاب فنات الرجال الذين أشاعوا المذمة الرديئة علي الأرض ... أما يشوع وكالب فعاشا عد 37:14، 38. أنت أيضاً بطريقة تفكيرك السلبية تقتل أحلامك بيدك، أحيي أحلامك وطموحاتك بمستقبل أفضل من خلال طريقة تفكير إيجابية تتوقع الأفضل دائماً.
ولاحظ أن خشية (خوف) الإنسان تضع شركا (فخ)، والمتكل على الرب يَرفع (يكون في آمان) أم 25:29

4-لا تنام اكثر مما ينبغي
هناك أيضاً من يحبون النوم أكثر من أي شئ، أكثر من الأكل، أكثر من العمل، وينامون أوقاتاً طويلة أزيد من حاجة أجسامهم الطبيعية، ربما هروباً من المسئولية أو بسبب الكسل، الكسل يلقي في السبات أم 15:19، (أي الكسل يسبب النوم العميق – ترجمة YLT).
ويشبههم سليمان بأنهم مثل الباب يدور على طائرة (محور)، والكسلان على فراشه. أم 14:26، فقد كانت الأبواب قديماً تتحرك علي لا تنتقل من مكانها، هكذا الكسلان يلتصق بالسرير كالباب بالمحور متقلباً علي جنب فجنب ولا يذهب إلي أي مكان بل ينام ويحلم ولا يبالي بمسئولياته.
لا يوجد خطأ في السرير بقدر ما يوجد في عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم، فالنوم الأزيد من المعدل الطبيعي له تأثير ضار جسدياً ونفسياً وروحياً، وقد أثبتت الدراسات أن طول ساعات النوم عن (6-8 ساعات) يقصر عمر الإنسان، وهذا ما يؤكده سفر الأمثال لا.تحب النوم لئلا تفتقر. افتح عينيك تشبع خبرا. أم 13:20، فالذي يجب النوم يدفن مواهبه، يفتقر في قدرته علي الإنجاز والعمل، يفتقر في طول أيامه.
هناك من يختاروا أن يستيقظوا مبكراً لأداء ما عليهم من واجبات ومسئوليات، هناك من يستيقظون ثم ينامون قليلاً، ثم يستيقظون ويقرروا النوم نصف ساعة أخري وهكذا، فأي نمط من هؤلاء هو أنت ؟ أحذر أن تكون من النمط الثاني لأن النتائج مضرة إلي متى تنام أيها الكسلان. متى تنهض من نومك، قليل نوم بعد قليل نعاس وطي اليدين قليلا للرقود، فيأتي فقرك كساع (كقاطع طريق)، وعوزك كغاز (مهاجم) ام 9:6

لا شكرعلى واجب حببتى